الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية رسالة مفتوحة الى السيّد مهدي جمعة: لماذا تتركون الإعلام رهين المال القذر؟

نشر في  10 سبتمبر 2014  (10:53)

بقلم: محمد المنصف بن مراد


أخي رئيس الحكومة:
رغم أنّ الظروف كانت صعبة لم تبادر حكومتا حمادي الجبالي ولا علي العريض بتنظيم الاشهار العمومي تاركتين أغلب المؤسّسات الإعلاميّة المستقلّة في وضع خطير حتى يسهل التأثير عليها وتوجيهها أو اركاعها،  لأنّ الإعلام واتحاد الشغل كانا السدّ المنيع ضدّ غطرسة الترويكا.. وقد استغلت بعض الأطراف الفاسدة او المتشدّدة هذه الظروف لبعث مؤسسات جديدة أو لتمويل مؤسسات اعلاميّة لتوظيفها أو الإشارة عليها باستضافة رموز التشدّد وحتى الارهاب!
ثمّ باتت بعض الوجوه الإعلامية ومازالت الى اليوم مهدّدة بالقتل لأنّها تصدت للمشروع الظلامي.. وبعد أن توليت يا أخي مهدي جمعة رئاسة الحكومة انتظرنا منك تنظيم الاشهار العمومي حتى تكرّس حرية الإعلام وتحافظ على التعدّدية الإعلامية و6000 موطن شغل في هذا القطاع.. ولقد كاتبتك شخصيّا في هذا الموضوع منذ أشهر فأعلمتني بأنّ جمعية مديري الصّحف (حفظها الله وحافظ على مصالحها) مهتمّة بهذا الموضوع، ثمّ فوجئت بمشروع قدّمته وزارتكم لتنظيم الاشهار العمومي، فبدا لي أقرب ما يكون إلى مشروع بيروقراطي تعجيزي لا يقدر على فهمه حتى  علماء الإدارة أنفسهم!

وقبل الانتخابات بشهر وربّما مغادرتك الوزارة الأولى، مازال هذا القطاع غير منظّم وقد استغل الفاسدون وحتى الأموال الأجنبية الظروف في  محاولة لاركاع القطاع علما أنّه لا ديمقراطية في غياب حرية الإعلام واستقلاله وتعدّديته.. واليوم تمرّ جرائد مستقلة على غرار «المغرب» و«آخر خبر» و«أخبار الجمهورية» بصعوبات قاتلة، وقد تساهم أنت في دفنها عن قريب (وطبعا سيقيم الفاشيون وحلفاؤهم مآدب عشاء احتفاء بذلك) إذا لم تتخذ بسرعة اجراءات لمساندتها (اشتراكات، اعلانات) علما أنّ هذه الجرائد الثلاث قدّمت حوالي 2،5 مليار لمواصلة نشاطها وذلك دفاعا عن الديمقراطية والتعدّدية وحتى تتصدّى للمشاريع المتطرّفة والفاشية.
انّ الإعلاميين في انتظار قرارات حاسمة لإنقاذ الإعلام من المال الفاسد والفاشي وحتى الأجنبي، والمطلوب منكم هو اتخاذ قرارات عاجلة لدعم التعدّدية الإعلاميّة التي نعتقد أنّها أهمّ من التعدّدية السياسيّة في الوقت الرّاهن.. وإذا لم تتخذوا قرارات عاجلة وجدية وناجعة قبل 23 أكتوبر بأسابيع فستساهم حكومتكم أيضا في قبر التعدّدية الإعلاميّة وحرية الإعلام وتشغيل 6000 مواطنة ومواطن.

وفي الختام تقبّل سيدي رئيس الحكومة فائق مشاعر تقديري وإنّي على استعداد لمدّك ببعض المقترحات العملية لإنقاذ القطاع، علما أنّ عشرات المليارات قدمت من الفاسدين وبعض الأطراف السياسية للتحكّم في وسائل الإعلام خاصّة أنّ الانتخابات قادمة وانّ ملفّات عديدة ستفتح، من بينها الارهاب والتهريب والتمويلات الأجنبيّة واختراق الإدارة والأمن...